لاحظت وأنا أسترق السمع إلى مجموعة من صديقاتى ان معظم الأحاديث
عن الرجال .....فسواء كانت المرأة متزوجةاومطلقة او حتى فتاة مراهقة،
فعادة مايكون هناك رجل هو محور حياتها وسبب مباشر فى سعادتها او تعاستها
فوجهت لهن سؤال وانتظرت آراءهن فى صمت وهدوء.....
السؤال كان ببساطة...يعنى إيه راجل؟
ولم أعنى بالراجل الشخص الذى يترجل على قدميه بل عنيت الكلمة التى يستخدمها
الجميع فى زمان لم يعد للكلمة فيه معنى محدد ... فتظهر فى الأماكن الشعبية جمله مثل
(ده راجل عتره)وفى مواقف أخرى باللغة الشبابية الجديدة (...ده بجد راجل آخر حاجة)
وفى الخناقات الزوجية يزمجر الزوج بشدة ويقول (انا الراجل ياهانم أعمل اللى على
كيفى).....وهكذا فالمرادفات كثيرة والمعنى الحقيقى غير واضح.
للأسف نحن فى مأزق حقيقى حين أصبح الرجل مثل الديناصور (من الكائنات المنقرضة!!!)
الرجل الحقيقى هو الذى يتحمل المسئولية ويتولى الإنفاق على منزله دون مساعدات
خارجية ويحترم زوجته فيقدر شعورها ويجبر من حوله على احترامها ويمنحها كل الحب فتمنحه
نفسها دون مقابل تتمنى إسعاده لأنه يعلم كيف يدخل إلى قلبها ويحتل عرشه دون منازع
ولكن أين هو هذا الرجل الأسطورة فى عصر أصبح فيه الشباب يقضون كل أوقاتهم فى الشات
اوالأستماع إلى موسيقى (الهاوس) وموضة الشعر المفضلة لديهم (عرف الديك)ومثلهم الأعلى
ديفيد بيكهام لأنه متجوز(ملكة جمال).
وقد عرفت كلمة رجل على انها تتكون من حروف قليلة ولكن تحمل فى طياتها معانى كبيرة
وعميقة فالرجولة مواقف واحتواء ودعم للآخر وثقة بالنفس وحنان وملاذ من الخطر....
فبداية البشرية كانت رجل وذلك لقدرته على تحمل المسئولية وقد خلق الله حواء من ضلع
سيدنا آدم وذلك ليعلمنا ان الاثنين نصفان يكملان بعضهما البعض وكانت مشيئة الله يعمرا
الأرض معا ....
ولكن فى وقتنا الحالى نحن نفتقد الى وجود الرجل المسئول والذى يتمتع بالصفات التى سبق
ذكرها ...فشباب اليوم معظمهم يفتقدون الى مايسمى بالنخوةوالمرؤة ومن الصعب
الأعتماد عليهم او الوثوق بهم خاصة فى المشروعات الزوجية حيث إن نسبة كبيرة من
النساء اعترفن بعدم ثقتهن فى ازواجهن أولاد هذا الجيل.
وآخرون يقولون ان معنى الرجل بالنسبة لنا يختلف من امرأة لأخرى ...فللبعض منا الرجل
هو الأمان والحماية المادية والمعنوية..ولأخريات هو الشخص الحنون والقادر على احتواء
زوجته ومنحها حبه واحترامه بلا مقابل ..وأخريات يرين ان الرجل لابد ان يكون قويا
له شخصية قيادية يقود سفينة حياتى وأنا واثقة من انها سوف ترسى على بر أمان...
وبالنسبة لى هو خليط من كل هذه الصفات ...فلكل امرأة رؤيتها الخاصة فى الرجل الذى
تتمناه حسب احتياجها .... ونظرا لأزمة الزواج فأصبحت الفتاة تقبل بأى عريس
يتقدم لها وبعد الزواج تكتشف انها تزوجت ظل راجل وليس رجل الأحلام الذى لم تجده فى
هذا العالم.
بقلم/هبة عبد السلام