محمد حسنين هيكل: مساء الخير. لقد وصلنا هذه الليلة إلى نهاية هذه المجموعة من أحاديث تجربة حياة وقد كانت هذه المجموعة عن الطريق إلى أكتوبر مع جمال عبد الناصر في واقع الأمر في صحبة جمال عبد الناصر وإن شاء الله سوف تكون المجموعة التالية عن تجربة الطريق إلى أكتوبر في صحبة أنور السادات. وهذه المجموعة التي فرغت منها هذه الليلة أو التي أوشك على الفراغ منها هذه الليلة كانت مجموعة مرهقة بالفعل لأنها غطت فترة في منتهى الصعوبة، غطت فترة ثلاث سنوات وثلاثة أشهر هي الفترة ما بين يونيو سنة 1967 إلى سبتمبر سنة 1970 وكانت هذه الفترة انتقل فيها المقاتل المصري والمقاتل العربي من حال إلى حال مختلف تماما من مرحلة فقد فيها درعه وفقد فيها سيفه وفقد فيها أشياء كثيرة جدا إلى مرحلة استعاد فيها هذا المقاتل سيفه واستعاد درعه واستعاد إرادته واستعاد تنبهه، قدرته على أن يخوض معركته مع التاريخ ومن أجل المستقبل. في هذه المرحلة التي مضت وقد تحدثت فيها طويلا قلت إنها كانت بالفعل فترة مرهقة جدا لأن البحث في الأوراق، صحيح أن أوراقي منظمة صحيح أنها مرتبة لكن هذه الترتيب وهذا التنظيم أن أجلس أمام الناس وفيهم من هو مقبل وفيهم من هو معترض ثم أروح وأتحدث عن وقائع كنت في قلبها أو شاهدتها عن قرب، ثم أكتفي بأن اوراقي منظمة وأن أوراقي منظمة، واقع الأمر أنها كانت مرهقة من كل النواحي ولذلك أنا أستأذن في فترة انقطاع لمدة أسابيع ثم أعود بعدها إلى الفترة التالية. هذه المرحلة تتصادف أنها تقريبا مش تقريبا بالضبط انتهت مع اليوم الأخير في حياة جمال عبد الناصر وهذا يوم أنا بأعتقد أنه من أصعب وأخطر الأيام في تاريخ مصر لأنه يوم فارق على أي حال بين زمان وزمان وبين عصر وعصر وبين قيادة وقيادة دون المقارنة بين أحد وبين الثاني لأن كل منهما اشتغل في إطار مرجعي معين، كل منهما حاول أن يؤدي دوره قدر ما يستطيع وبقدر ما يرى، وتصادف أن قدر لي أن يمتد نشاطي وأن يمتد عملي أو يمتد جهدي من هذه المرحلة إلى هذه المرحلة وبالتالي قد رأيت الاثنين. في هذه الليلة سوف أقف قليلا أمام ذلك اليوم الأخير في حياة جمال عبد الناصر لأنه حدث لم يكن يتوقعه أحد، حدث رغم كل الشواهد ورغم كل الإشارات لم يتنبه أحد بالقدر الكافي بأننا قرب النهاية، قرب النهاية جاء في ظروف كنت أتحدث فيها وهي ظروف مؤتمر القمة الذي عقد، بالطريقة التي عقد فيها وفي الأجواء التي عقد فيها وفي الظروف التي عقد فيها سواء في ذلك الظروف العربية أو الظروف الدولية ولكن كل الناس كانت تتصور أن العالم العربي أو الشرق الأوسط مقبل على لحظة خطرة جدا في حياته لأنه حتى يكفي أن يطل أحد على كيف انعقد مؤتمر القمة العربي في القاهرة وفي الطريقة التي انعقد فيها، كيف كان الموقف في عمان وفوهة البركان الفلسطيني بركان الغضب الفلسطيني جبل الغضب الفلسطيني على وشك أن ينفجر، كيف كانت الولايات المتحدة متأهبة للعمل وللتدخل، كيف كانت الأساطيل تحتشد الأساطيل الأميركية، كيف جاء الرئيس الأميركي نيكسون بنفسه لكي يكون موجوداً في ساحة المنطقة فوق ظهر حاملة الطائرات سراتوكا خارجا من ميناء نابولي إلى عرض البحر يتابع ويراقب ما يجري، كيف كانت إسرائيل متحفزة جاهزة لضرب سوريا، كيف حاول مؤتمر في القاهرة أن يسابق الخطر وأن يسبقه بالفعل على نحو أو آخر ثم أن يصل إلى ما تصل إليه كل الناس في ذلك الوقت كل فكرها متجه إلى ما يجري سواء في البحر الأبيض حيث الرئيس نيكسون في القاهرة حيث الزعماء العرب في عمان حيث الدماء تسيل في دمشق حيث هناك قرارات تتخذ حتى في بغداد حيث في قوات عراقية موجودة في الأردن 17ألف أو 18ألف جندي وهم في حالة حيرة، لكن هنا على الأرض في أعواد كبريت كثيرة جدا وفي نيران مشتعلة كثيرة جدا وفي ناس بيلهوا بأعواد الكبريت وفي ناس آخرين بيحاولوا أن يسيطروا على موقف يوشك أن يخرج من السيطرة تماما. في هذا اليوم الأخير وهو 28 سبتمبر لا أريد أن أعود إلى تفاصيل فيما جرى في غرفة جمال عبد الناصر لأني تحدثت عنها من قبل وأشرت وهو في مجموعات سابقة أنا وقفت قدام هذا المشهد الحزين الذي تصادف أنني كنت واحدا من الرجال السبعة الذين كانوا في غرفة جمال عبد الناصر حينما صعدت روحه إلى بارئها، إلى جانب أطبائه طبعا لكن في هذا اليوم أنا لو أتذكر ماذا جرى، أنا أتذكر يوم 27 وقد كان يوم أحد أن المؤتمر انتهى وطلع قراراته وأتذكر أني طلعت ومعي البيان الأخير إلى الجناح الذي كان يقيم فيه جمال عبد الناصر في فندق هيلتون النيل في ذلك الوقت وبعد مراجعة سريعة للبيان وبعد كلام لبعض الوقت في كيف انتهى المؤتمر، بعض الملاحظات عن الأجواء التي سادته، هل نستطيع المحافظة على ما أمكن التوصل إليه خصوصا وأنني كنت عضوا في اللجنة الثلاثية التي شكلها مؤتمر القمة لمتابعة قراراته، هذه اللجنة الثلاثية المكلفة من مؤتمر القمة لمتابعة قراراته وتنفيذها كانت مشكلة رئيس هو السيد الباهي الأدغم رئيس وزراء تونس، اللواء محمد أحمد صادق رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية وأنا كوزير الإعلام في ذلك الوقت وزير الإرشاد القومي، فأنا طالع أشوف الرئيس جمال عبد الناصر بعد انتهاء الجلسة الأخيرة للمؤتمر وبنتكلم بالبيان إلى آخره، طلع معي الرئيس أنور السادات لأن أنور السادات وقتها كان موجودا في الغرفة يللي كان موجودا فيها في الهيلتون لأنه كان موجودا معنا في الهيلتون ففت عليه وطلعنا سوا إلى جناح جمال عبد الناصر وجمال عبد الناصر بيقول أنا في بعض رؤساء الوفود حيسافروا هذه الليلة وبعض رؤساء الوفود سوف يسافرون في اليوم التالي وبعضهم باق في الفندق في طبيعة الحال لكن جمال عبد الناصر بيقول لنا لأنور السادات وأنا في ذلك الوقت وقراب من السيد محمد الأحمد سكرتيره وهو يقول إنه سوف يذهب إلى البيت، يمكن كان في بعض مقتضيات البروتوكول تفرض عليه أن يبقى مع الرؤساء الباقين لم يسافروا، الرؤساء والملوك، كان سافر الملك حسين وعرفات كان على وشك أن يخرج ويسافر وبعض الملوك والملك فيصل سافر لكن في بعضهم لا يزال موجودا وقد يقتضي البروتوكول أن البروتوكول وهو المضيف يستنى في الفندق لكن هو فوق ونحن واقفين، قال إنه حيروح البيت لأنه تعبان وكمان عاوز يشوف الأولاد ويقعد معهم أولاده يعني ويقعد معهم، وعلى أي حال خرجنا ونحن واقفين بنتكلم وهو غريبة قوي أنه تمشى في جناحه لغاية ما وصل للشرفة وأطل على النيل وأنا واقف جانبه وأنور السادات موجود بعدين بيقول هو بيقول بص على المنظر كده وبيقول لي بيلتفت نحوي بيقول لي ده أجمل منظر في الدنيا، وأنا بأضحك معه يعني واقع الأمر لم أكن جادا بقوله مش قوي يعني هو منظر جميل جدا بلا جدال لكن أن يقال أجمل منظر في الدنيا ده موضوع محتاج مناقشة لأن جمال عبد الناصر لم يكن قد رأى أوروبا ولم ير أميركا ولم ير بعض المناطق في آسيا وحتى زياراته يللي عملها بحياته خارج مصر كلها محاطة بقيود رسمية لم تمكنه إلا ما أراد له مضيفوه أن يشوفه، لكن أقصد عنده في تصوراته جنب الوطنية جنب أنه ما شافش حاجة جنب مشاعر تعصب صعيدي لكن هو رأيه ده أجمل منظر في الدنيا، وأنا بأقول له في مناظر أحسن من كده وبعدين هو بيفتل لي بيقولي تفتكر حنشوفها دي؟ قلت له لا إن شاء الله يعني وبعدين بشكل ما بيبص وبيقول أنا مش حآجي غيره بيقول هو ما أظنش أني حآجي في هذا الموقع تاني أطل على النيل بهذا الاتساع، وأنا لقيته بيطيل النظر للنيل لكن يعني وبعدين آخر مرة شفته فيها مشيت معه من جناحه إلى المصعد في الدور 12 وسلمت عليه وكانت هذه آخر مرة أراه فيها على قدميه. بقيت أنا في الفندق لأنه كان فيه اجتماع للجنة الثلاثية، الملوك والرئساء حيخلصوا أو خلصوا خلاص وصدر بيانهم ولجنة المتابعة سوف تعقد اجتماعا برئاسة السيد الباهي الأدغم وكان لا بد أن ننتظر وبعدها على الحال انصرفت عدت إلى بيتي لكن أول ما وصلت إلى بيتي لقيت تلفونا من السفير البريطاني السير ريتشارد بومو بيقول لازم يشوفني حالا جاء لي السفير البريطاني كان عنده رسالة يريد أن ينقلها من رئيس الوزراء البريطاني أدوارد هيث يريد أن ينقلها إلى الرئيس فورا الرئيس جمال عبد الناصر فوراً متعلقة بموضوع رهائن بريطانيين موجودين في الأردن احتجزتهم بعض فئات المقاومة التي قامت بخطف طائرة بريطانية والرسالة جاية من رئيس الوزارة والسفير حريص أن تصل إلى الرئيس هذا اليوم وهذه الليلة. الساعة كان حوالي العاشرة والنصف خلصت اجتماعي مع السفير اتصلت تلفونيا أتأكد هل الرئيس صاح لا يزال يقظان حتى أستطيع أن أحادثه في غرفته لأني كنت حاسس وأنا كنت نازل كان مرهقا كان طبعا أيام المؤتمر اقتصت ضرائبها منه وواضح قدامي أنه كان رجلا مرهقا بالعمل وحتى ونحن واقفين على النيل وهو بيتكلم عن أجمل منظر كان بيتنفس الصعداء على نحو ما، فكلمت السيد سامي شرف السيد شامي شرف قالي هو نور غرفة النوم انطفأ حالا من دقيقة فقلت لسه صاحي مؤكد يعني فاتصلت به تلفونيا وقلت له كان متعبا وأنا اعتذرت له أني بأكلمه بالليل ولكن لا بد من الرد على رئيس الوزارة البريطاني وهو قال أبدى رأيا وقال حيتكلم الصبح، الصبح تاني يوم كلمني الثامنة والنصف من البيت وقال لي إنه قايم تعبان وحاسس أنه بشكل أو بآخر مش قادر ولكن عليه واجب أنه يروح يودع الملوك والرؤساء وأنا قلت له ما تخليش حد ثاني يودعهم فهو قال أنا ما قابلتهمش لما جاؤوا لأنهم جاؤوا كل واحد جاء في ظرفه، لأن ترتيب للمؤتمر وعقد المؤتمر كان نوعا من التنادي لدى الرؤساء فهم كلهم جاؤوا وأنا لم أقابلهم وهم مسافرين لا يليق أنه بعد كل المجهود يللي اتعمل أن نحن نخالف البروتوكول فأنا رايح وعلى كل حال آخر واحد حأودعه النهاردة هو أمير الكويت وبعدها حأرجع وأحط أقدامي في مياه وملح لأن الظاهر أن الوصفات الشائعة أحسن كثير قوي من الطب المتقدم، في رأيه كده في هذه اللحظة فحيحط رجليه في مياه وملح. وتكلمنا شوية وانتهى الموضوع، وأنا تابعت طبعا بكل الوسائل أولا بالوضع كصحفي وتابعت كموجود في الوزارة سفر الرؤساء كلهم وآخرهم رئيس دولة الكويت في ذلك الوقت وبعد كده قاعد بأكمل شغلي الطبيعي والعادي، بيكلمني بالضبط الساعة 4 و 35 دقيقة بعد الظهر بيكلمني العقيد فؤاد عبد الحي وهو مساعد محمد أحمد السكرتير الخاص للرئيس وبيقول لي فؤاد عبد الحي أنه أنا مطلوب فورا إلى بيت الرئيس وأن السيدة قرينة الرئيس بلغت محمد أحمد وهي واقفة جنب في غرفة نوم الرئيس بدعوة بعض الناس. أنا ما أعرفش ده كان إشارة من الرئيس نفسه يللي هي كانت قاعدة جنبه ولا قرار منها على أي حال أنا دعيت كما دعي بعض الناس وأنا شخصيا ذهبت بسرعة لمدة.. العربية أخذت في السكة في الطريق بالضبط حوالي 25 دقيقة في الطريق أنا عمال الفكر في إيه ده هل في حاجة خطر هل في حاجة، واضح أنا كنت أعرف طبعا أن أحواله الصحية ليست على ما يرام وأعرف أنه جنب أوضاعه الصحية التي ليست على ما يرام وأن بنيانه الجسدي بنيانه الجسماني معنوياته إرادته، لا يخطر في بالي أن النهاية وشيكة لهذا القدر لكن عمال أفكر في إيه إلي ممكن هل معقول يكون فيه خطر وما خطر ليس الحقيقة لم تخطر لي الوفاة لكن خطر لي مرض قد يكون في، هو بيقول لي السيد فؤاد عبد الحي سيادة الرئيس تعبان قوي فأنا خائف خوفي في ذلك الوقت أن يبقى في مرض يعمل نوعا من العجز عن العمل وده رح يترتب عليه أشياء كثيرة قوي يعني لكن لم يخطر ببالي اللي رح أروح ألاقيه.
محمد حسنين هيكل: لما رحت البيت وأنا طلعت بسرعة دخلت الحجرة كان فيها السيدة تحية عبد الناصر كانت موجودة بره الغرفة وأنا سألتها ولحظت في عينيها دموعا، بأقول فيه إيه؟ فبتقول لي الريس تعبان قوي. دخلت في الغرفة ألاقي حال الرئيس نائما متمدد على سريره على فراشه ولابس بيجامة مخطط بأزرق كده، واضح أن الأطباء وواضح في محاولات وفي خمسة سبقوني بالترتيب كده بالضبط بحسب وجودهم في ذاكرتي وهذا مشهد بأعتمد به على الذاكرة لأنه فاكره دون ضياع لتفصيل واحد فيه، الفريق فوزي كان أقربهم إلى الفراش وبعديه علي صبري وبعديه شعراوي جمعة وبعديه سيد سامي شرف وأنا كنت الخامس دخل وبعدي بحوالي عشر دقائق دخل حسين الشافعي بعدها بـ 25 دقيقة تقريبا دخل السيد أنور السادات وعلى حال أنا حكيت تفاصيل ما جرى لكن ولا أنوي أن أعود ولكن وأنا واقف والدكاترة وشايف يللي بيعملوه الدكاترة الأطباء أنا شايف في حالة ذعر عند الأطباء يعني واضح قدامي أن في حاجة في شبح بينزل على الغرفة في شبح كئيب وهو أكثر من مجرد العجز كما بدا لي لأنه في أجهزة صدمة كهربائية بتستعمل وفي رسم القلب نحي جانبا وفي عمليات تنفس صناعي بدأت تحصل وبدا قدامي كلام يللي بيحصل غير منطقي يعني غير معقول ففي ذلك الوقت لازم أعترف أنه جاء في ذهني أول مرة شك أنه إذا هل هذا طبيعي هل هذا وفاة طبيعية أم أن هناك شيئا ما، يد تدخلت بشكل أو آخر، بصراحة كده هل هذه وفاة أو هذه جريمة؟ في حاجة هنا حصلت، أنا أعلم أن هذا الرجل كان مستهدفا من جانب قوى كثيرة جدا لكن أعلم في نفس الوقت أنه رجل لديه تاريخ من المرض في تلك اللحظة خطرت في بالي حكاية عملية عصفور اللي كان فيها في إسرائيل بيتكلموا فيها عن قتله بالسم أو بالمرض زي ما هو كتب بخط يده نقلا عن تسجيل بالسفارة الأميركية تحدثت فيه سكرتيرة السفير الإسرائيلي في تل أبيب عن خطط قادة إسرائيل وعن تصميمهم على تسميمه في واقع الأمر لكني نحيتها جانبا، نحيتها جانبا خصوصا أنه بعدما انتهى هذا المشهد الحزين -سبق أن وصفته كثير مرات كثيرة قوي ولا أريد أن أعود إليه- سألت الأطباء وأول واحد فيهم دكتور فايز منصور، دكتور فايز منصور تصادف أيضا أنه الطبيب اللي أنا بأشوفه هو طبيبي أيضا وهو أستاذ أمراض باطنية في ذلك الوقت مهم جدا فأنا سألته إيه ده، فهو بيقول لي هذه جلطة قلبية وجوابه كان واضحا فيها قوي لكن على أي حال نزلنا تحت -وده موضوع ثاني حأتكلم فيه- نزلنا تحت لاجتماع نبحث نفس الرجال السبعة اللي كانوا في غرفة الموت نزلوا تحت إلى الصالون لكي يبحثوا الاستمرار ضرورات الاستمرار فيما بعد، وعلى أي حال كان من بين ما قررناه في تلك الليلة أن الجثمان حيروح على قصر القبة ونحن سوف ندعو اللجنة التنفيذية العليا ومجلس الوزراء إلى اجتماع مشترك لكي نبحث في ماذا يمكن عمله. لما رحنا هناك لما رحنا قصر القبة أنا قدامي إيه قدامي مجموعة أوراقي كلها عن تلك اللحظة لكن أنا في سؤال هاجس بالنسبة لي هذه طبيعية في تلك الليلة أنا حقيقي لازم أعترف أنه أنا كنت مستعدا أقبل وأقبل بضمير مستريح وجهة نظر الأطباء يعني أنا قابلت الأطباء كلهم لأن من أول الحاجات أنا اقترحتها أول ما وصلنا وأنا كنت مع الرئيس السادات مع أنور السادات لأن هو كان نائب الرئيس ورحنا أنا هو رحنا سوا في عربيتي إلى قصر القبة ونزلنا من قصر القبة سوا الإذاعة حيث أعلن بيان أنا اللي كتبته عن الوفاة. ونحن قاعدين في مجلس الوزراء كان في حيرة ماذا نفعل حقيقة يعني كل الناس كانت بتتكلم وتكلمت أنا وتكلم غيري وعلى أي حال أصواتنا مسجلة في هذا الشريط الذي سجلت فيه هذه الجلسة كما تسجل كل الجلسات وبالتالي معروف كل حد ماذا قال وهذه الشرائط موجودة برئاسة الجمهورية. عندما جاء دوري أنا أول ما رحنا هناك وأنا شايف في حيرة فيما نفعل أنا خطر لي أنه لا بد أن نلجأ إلى سوابق فأنا طلبت السيد صلاح الشاهد وهو رئيس المراسم في رئاسة الجمهورية في ذلك الوقت وطلبت منه بسرعة ملف آخر رئيس دولة مات في الحكم في مصر كان الملك فؤاد فهو جاب الملف بسرعة في القبة الحقيقة صلاح الشاهد وأنا قعدت في مكتب صلاح الشاهد وكتبت لأن أنور السادات قال لي.. أن نحن كنا في حالة هسيتريا تقريبا كان في هستيريا لا أحد يستطيع أن يتصور تأثير صدمة الوفاة على كل الدولة على كل أركان الدولة المصرية ممن عرفوا بهذا الخبر أو كانوا ضالعين أو كانوا موجودين أثناء حدوثه أو في الترتيبات التي تلته في حقيقي شعور بالضياع نوع من الضياع يعني، فأنا رحت على مكتب صلاح الشاهد وعلى أوراق كبير الأمناء وكتبت البيان بيان إعلان الوفاة وأنا يومها ما أعرفش إزاي كنت متمالكا أعصابي يعني أنا الأحزان تقريبا كانت كلها في بيت جمال عبد الناصر ولكن بعد ما نزلنا تحت وبعد ونحن بالطريق إلى قصر القبة أنا لا أعلم واتتني وواتت غيري شجاعة أن نواجه ما بعد لكن يبدو أن قوة الأزمات لها في حد ذاتها قوة تجعل البشر المتعرضين لضغوطها بشكل ما يقتربون من مستوى المسؤولية المطلوب لها، لكن هذا حالي أنا وغيري كثيرين جدا كانوا بيحاولوا لأنه كلنا أدركنا كل الناس أدركت أن هناك جسرا على النهر ينبغي عبوره وأن ما حدش يقدر في شيء مما حصل ولا بد لكل الناس مهما كانت مشاعرهم أن يقفوا انتقال آمن لأن هناك بلدا هناك بلد أكبر وأبقى من كل الأفراد ومن كل المشاعر ومن أي لحظة مؤقتة فكل الناس كانت بتحاول بحقيقي. أنا كتبت الورقة وأظن أنا لما أشوف ملفي أو بعض الأوراق الموجودة قدامي في هذه الفترة ألاقي أنني احتفظت من رسم القلب برسومات قلب احتفظت بالنص الأول اللي كتبته بإعلان الوفاة ومن الغريب أن هذا النص عليه خطي وخط أنور السادات بنفس الوقت أنا كاتبه وأنور السادات كان حيلقيه كنائب لرئيس الجمهورية حيلقيه في الإذاعة والتلفزيون نفسه ولذلك أجرى بعض التعديلات، يعني أنا كاتب فقدت مصر فهو كتب جيم عين ميم وكرر حكاية الجمهورية العربية المتحدة وبعدين في أخطاء مطبعية لأن الناس اللي كتبوا كتبوا بسرعة وكتبوا أخطاء فهو البيان عليه أنا عدلت بخطي بعض الكلمات وهو عدل بخطه بعض الكلمات وكانت هذه أول وثيقة عليها خطنا المشترك نحن الاثنين، وبعدين ألاقي قدامي أن أنا قلت طبقا للمراسم اللي شفتها في وفاة الملك فؤاد اللي جابها لي صلاح الشاهد ووجدت أول شيء اتعمل هو تقرير طبي من أطباء المعالجين، غريبة قوي أن اتكتب تقريرين في تقريري كتب بناء على اقتراحي استيحاء من مراسم جنازة الملك فؤاد فكتب في الأول ومضاه رفاعي كامل ومنصور فايز، زكي الرملي، صاوي حبي، طه عبد العزيز، هذا التقرير كتب على عجل حتى يكون أمام المجلس المشترك من اللجنة التنفيذية العليا من الاتحاد الاشتراكي ومجلس الوزراء فكتب على عجل لكن في اليوم التالي كتب تقرير رسمي أكتر بتفاصيل أكثر مضاه نفس الأطباء ولكن أصبح هو المعتمد، هذا هو الأول وهذا هو الثاني واحد حتى يعرض على مجلس الوزراء بسرعة جدا والثاني أكثر تدقيقا وقد كتب في اليوم التالي، وبعدين ألاقي قدامي ورقة صلاح الشاهد اللي أنا أخذتها وكتب عليه البيان الذي ألقاه الرئيس السادات لأنه كان في بيانين بيان أعلن للناس وبيان ألقاه الرئيس السادات، بيان أعلن للناس أول ما خلصته أنا اتصلت بمدير مكتبي في ذلك الوقت والرجل الهائل الحقيقة يللي اشتغل معي كان عندي الشرف أنه يشتغل معي وهو الدكتور عبد الملك عودة وكان هو في ذلك الوقت كان هو مسؤولا عن مكتبي وأنا قلت له عبد الملك وقف الإذاعة الطبيعية وانقل خلي الإذاعة والتلفزيون ينقلوا القرآن، الكلام ده كان حوالي ساعة الثامنة تقريبا بعد ما وصلنا وبعد ما خلص ذلك المشهد لأن الوفاة حصلت بالضبط الساعة السادسة والربع وعقبال ما انتقلنا وعقبال ما جرى الدفن قلت له انقل الإذاعة والتلفزيون انقله من البرامج العادية إلى القرآن الكريم. عبد الملك الحقيقة ما أخذ وقتا يسألني كثيرا لأنه أدرك بحسه أن شيئا ما، أنا نزلت الأهرام على عجل واختفيت وما حدش يعرف حاجة أبدا والبلد بدأت تسري فيها إشاعات بشكل أو آخر فأنا لما كلمته وقلت له أوقف وانقل أدرك هو على طول دون أن يضطرني إلى شرح كثير قال لي فهمت وتصرف على طول وحصل. بعدها قعدنا لكن بعدها نزلنا الرئيس السادات أنا خلصت البيان وهو بيقول لي أنت تقوله كوزير إعلام كوزير إرشاد وأنا قلت له يا افندم الناس تحتاج إلى أن تسمع صوت انتقال حأتكلم فيما بعد عن الانتقال ولكن الناس تحب تسمع أن هناك انتقالا في السلطة وأنه انتقل بهدوء وأن هناك مسؤولا موجود يحدثهم الآن عما جرى ويبدو قدامهم مسؤولا عما يجري، وده ما حصل مهم جدا بعد الرئيس كينيدي أنا قلته وهو مسجل بمجلس الوزراء كان مهما جدا بعد الرئيس كينيدي ما اغتيل أن يبان على طول في رجل آخر آلت إليه المسؤولية وأنه موجود ماسك بالدفة زي ما بيقولوا يعني. وهو جاي معي نزل معي ما لقاش عربيته ركب معي رحنا على الإذاعة وعند الإذاعة طلب مني أخش معه الأستوديو وأنا ترجيته بلاش، وأنا حكيت أني ترجيته يطلع لوحده واكتشف أنه ما عندوش نظارة فأخذ نظارتي قرأ فيها البيان وبعدين لما نزل هو رجع إلى القبة حيث كان الاجتماع لا يزال منعقدا لأنه كانوا بيبحثوا موضوع انتقال السلطة هل يكون نائب الرئيس رئيسا لمدة، المدة اللي بيقول عليها الدستور استفتاء 60 يوما أو يكمل مدة الرئيس جمال عبد الناصر اللي هو منتخب فيها أو يبقى لإزالة آثار العدوان؟ وهل.. أسئلة كثيرة قوي متعلقة بالأوضاع الدستورية إلى آخره. وعلى أي حال أنا لهذه اللحظة أنا سبته هو راح القبة وأنا رجعت الأهرام أتمالك بكل ما هو ممكن وأكتب قصة الصفحة الأولى في الأهرام في ذلك الوقت اللي هي عنوانها "عبد الناصر في رحاب الله"، ولكن في اليوم التالي الكلام ده كله كل الناس في سؤال ملح أنا وغيري من الناس هل هذه وفاة طبيعية أو أنها فعل فاعل؟ كثير قوي أنا واحد في الأول قبلت لأنه أنا لما أشوف تقارير أطباء وأنا بأثق فيهم ولما بأشوف كتاب دكتور صاوي حبيب وهو الدكتور اللي كان مشرفا على علاجه أعتقد أن هذا الرجل في تاريخ مرضي وراءه أول حاجة في تاريخ مرضي وراءه أول حاجة أن والدته توفيت في نفس هذا السن الذي توفي فيه وهو الرجل ده توفى ذهب إلى رحاب ربه عمره 52 ونصف، 52 ونصف كلام غير طبيعي في ظاهره لكن كان عنده من بدري والتقارير الطبية موجودة والدكتور الصاوي فيها في تاريخ أمراض موجود وكمان جاءت له أزمة سكر سنة 1958ـ 1959 في أزمة قلبية سنة 1969 في مجهود مستمر بلا انقطاع في ضغوط عصبية ونفسية زادت جدا من وقت 5 يونيو، لا أحد يستطيع أن يتصور، كلنا نقدر نتصور كيف كان وقع 5 يونيو علينا لكن كيف كان وقع 5 يونيو على هذا الرجل ماذا أحس به هذا مجهود فظيع جدا بدأ يعاني ألاما في الساقين بدأت مضاعفات السكر بدأ يجيء له بعض الأطباء قليل قوي بعض الأطباء من بره سواء أطباء في السكر واحد زي الدكتور بولسون دكتور نرويجي في أمراض السكر جاء له مرة شافه لكن لا بد نسلم في مشكلة أكثر من تعرض لها هو لورد ديفد أوون كان وزير خارجية إنجلترا وكان أصله طبيب فهو كتب كتابا لاقى في موضوع مهم جدا على صحة الملوك والرؤساء فهو كتاب اسمه disease and in power in هو الرجل كثر خيره أهداني كتابه مع إهداء طويل جدا، لكن ديفد أوون بيقول إن في مشكل عند الزعماء السياسيين باستمرار وحتى كانت موجودة عند تشرشل وموجودة عند روزفلت وأظن كانت موجودة عند جمال عبد الناصر.
محمد حسنين هيكل: الزعماء والساسة الكبار عادة ولأسباب كثير عادة ولأسباب كثير قوي متعلقة بأمن الدولة لا يلقون الرعاية الصحية الكافية المتوفرة لأي مواطن عادي لسبب بسيط جدا أن أمراضهم تتعلق بأمن أوطانهم وبالتالي ليست سرا يذاع والتعامل معها على سبيل المثال وقد حدث أنا أخدت بعضي ورحت أميركا رح دورت بقدر ما أستطيع على أحسن تقدم طبي، غيري كثير جداً بيعملوا ده طبعا كل اللي عندهم الوسائل أو اللي ما عندهمش الوسائل كل الناس تبحث عن أين يمكن أن يجدوا بشكل أو آخر علاجا لكن رؤساء الدول ليست بالنسبة لهم بهذه البساطة، في تغطيات ضرورية جدا لأن أحوالهم الصحية تتعلق في كثير منها بالأمن القومي ببلادهم، إذا كانت بلادهم في مرحلة خطر فالكلام عنها أو في مرحلة أزمات فالكلام عن صحتهم يقتضي حرصا وحذرا. في حالة جمال عبد الناصر باين كان تعبان لكن كل يللي شافوه دكاترة مصريون فيهم كثير قوي كويسين جدا لكن أنا أسائل نفسي إذا كان الأحسن في العالم لأن بالنسبة لجمال عبد الناصر بالنسبة لحد زي تشرشل يعني هنا ديفد أوون بيتكلم كثير قوي على دكتور مورا اللي كان طبيب تشرشل هو كان طبيبا كويس بحد ذاته لكنه يحتاج بشأن صحة تشرشل إلى استشارات على أوسع مدى إلى مشاركة طبية إلى أكبر ما يمكن لكن هنا ظروف تشرشل وهو يقود الحرب بمنع لورد مورا من أن يطلب مساعدة كثير. أنا مستعد أقول رغم ثقتي بكل أطباء جمال عبد الناصر أنه في مسألة طبيعية أنه كان ممكن يأخذ علاجا طبيا أكثر من كده لكن ظروف الأمن منعت من أن يأخذ كل ما يستحقه هذا الرجل من علاج. أنا ما كنتش لوحدي الحقيقة اللي كان بيتصور، ناس كثير قوي بتسأل هل يكفي هذا يعني هل هذه طبيعية؟ في ناس كثير قوي يعلمون أنه في يعني على سبيل مثل أنا ألاحظ أن واحدا زي شوين لاي رئيس وزراء الصين لما شاف الدكتور لبيب شقير سأله سؤالا مباشرة كيف سمحتم لجمال عبد الناصر أن يموت بهذه البساطة في هذا السن؟ فالدكتور لبيب شقير بيقول له ده القضاء والقدر فطبعا شوين لاي حكاية القضاء والقدر، كل الناس يعني كل الناس لها عقائد ولها آراء ولكن القضاء والقدر والغيب ليست بهذا القدر عند ناس كثيرين جداً ونحن في عدة مرات ننسب للقضاء والقدر ما ليس من شأن القضاء والقدر يعني لأن إدخال الغيب في كل حاجة من غير حدود مش معقولة، هنا في حقيقة وهو أنه متوسط العمر عند البشر كلهم ارتبط تاريخيا وعلى طول التاريخ بالتقدم العلمي والتقدم الصحي وتقدم وسائل الحياة كلها، وأن نحن من أول ما بدأ تاريخ مسجل متوسط العمر عند الناس هو ما بين 20 و25 في مرحلة سنة وفي مرحلة ثانية مع التقدم ومع اكتشاف وسائل الصرف الصحي والعناية الطبية والطب الوقائي إلى أخره تقدم أو تقدم إلى 37 و 38 سنة، بالعصر الحديث النهضة متوسط العمر في أوروبا 73 سنة، في علم داخل في الموضوع كمان إلى جانب أي حاجة ممكن حد فينا يقولها. لكن هنا شوين لاي كان بيقول للدكتور لبيب شقير هذا إما طب قصر في أداء واجبه أو أنتم قصرتم في أنكم تدوا له الرعاية الطبية وتحافظوا عليه وإما أنه في أمن قصّر وطالته أيد لم يكن ينبغي أن تصل إليه. واضح ألاقي في رسالة الزعماء السوفيات الاتحاد السوفياتي في البيان اللي طلعه عن الوفاة كلمة untimely death متكررة، الموت غير المتوقع والغير مفهوم لجمال عبد الناصر ألاقي الكلام متكرر في كل حتة ألاقي في أسباب تدعو ناس كثير قوي للشك في أسباب طبيعية موجودة. وأنا في لحظة من اللحظات -ولا أزال لكي أكون واضحاً- أنا لا أزال لم أقطع بيقين لكن قدامي لما أراجع ملفات كثير جدا وأنا عندي منها كثير جدا محاولات اغتياله هذا رجل كان مستهدفا من جانب قوى في الداخل قوى إقليمية قوى دولية متعددة وبالتحديد كمان إسرائيل في الداخل أنا ما أقدرش أنسى أن الإخوان المسلمين في الداخل حاولوا يغتالوه كذا مرة في الإقليم أنا لا أنسى أن الملك سعود في وقت الوحدة حاول يدفع مبالغ لعبد الحكيم السراج وزير الداخلية في ذلك الوقت لكي يضعوا قنبلة في طيارة جمال عبد الناصر لإفساد الوحدة، لا أستطيع أن أغفل برقية أراها قدامي شاه إيران سنة 1967 بيقول للسفير الأميركي بيقول له جمال عبد الناصر اتضرب ولا تعتمدوا على أنه أتضرب وتناموا هذا رجل يجب تصفيته he should by eliminated استئصاله لأنه إذا بقي سوف يعيد بناء موقفه وسوف يعيد عداءه حتى لكم فلا بد من استئصاله. أنا قدامي وثائق الدنيا والآخرة من الوثائق البريطانية والأميركية والإسرائيلية وكلها بتدي أشياء في تصميم على قتله في وقت قبل أن قدامي الورق اللي بيقول إنه في الرئيس آيزنهاور بيسأل آلان دالاس في وقت هل في بغداد سنة 1955 بيقول له can't you rid of him ألا تستطيع التخلص منه؟ آلان دالاس بيقول له أه ممكن، ألاقي في وقت السويس في محاولات مدير MI6 وهي مصممة ومتوالية how we get him كيف نستطيع أن نصل إليه، ألاقي في إسرائيل والإنجليز والأميركان زي الفرنساويين، الفرنساويون حاولوا في وقت السويس يعملوا عملية من السفارة على النيل السفارة الفرنساوية على النيل لغاية مجلس الثورة مطرح ما كان يقيم جمال عبد الناصر في مجلس قيادة الثورة في ذلك الوقت في طرف جزيرة الزمالك حاولوا الفرنسيون يبعثوا مجموعة كوماندوز تقتله والإسرائيليون جربوا السموم وعلى قائمة الاغتيالات الإسرائيلية من أول عرفات لأحمد ياسين لخالد مشعل في تصميم إسرائيلي للخلاص بالسم من كل أعدائهم وهذا هو أكبر عداء، ألاقي جولدا مائير من أول يوم بتقول كيف يمكن الخلاص منه، شاريت بيقول ما فيش طريقة للخلاص منه، ديانو زي ما شفنا ديانو وياريف وجولدا مائير وكل القادة الإسرائيليين زي ما شفنا في وثيقة العملية عصفور على ضرورة الخلاص منه ألاقي تلفت نظري هذا كله يتصاعد سنة 1970 سنة 1970 بدا قدامي وبوضوح أن كل اللي كانوا بيرتبوه الأميركان وكل اللي كانوا بيرتبوه الإسرائيليون وغيرهم أن سنة 1970 بدت تظهر شواهد وألاقي الوثائق قدامي حافلة بكلام له دلالات لكن ما حدش يقدر يقطع به. في مشكلة حصلت أن الناس دول كلهم بعد 1967 تصورا أنهم خلصوا منه على نحو أو آخر وتابعوا مجهوداته لبناء القوات المسلحة وتابعوا مجهوداته لبناء موقف عربي وتابعوا وتابعوا لكن ابتداء من قيام الثورة الليبية أنا بأعتقد أن الصورة بدأت تتغير، إسرائيل كانت طول الوقت عاوزين يخلصوا منه لكن أنا مستعد أقول ان الأميركان من أول سنة 1967 لغاية سنة 1970 تصوروا أن موضوعه انتهى وأن الهزيمة حجمت تأثيره وأظن أن أنا مستعد أقول وأيضاً من مراجعة وثائق ألاقي أن الأميركان تصوروا أن أحسن بقاءه لأن هو اللي ممكن إذا اقتنع وإذا يئس من موقفه فهو يقدر يقود العالم العربي إلى التفاهم مع إسرائيل فأظن أن حطوا نوعا من الفيتو على أي تصرف إسرائيلي، على أي حال في حالة أي تصرف إسرائيلي فليس من مقدور أحد أن يقطع أن إسرائيل توقفت في أي وقت عن محاولة اغتياله لكن أظن أن هذا لم يكن أن يتم إلا إذا أخذوا ضوء أخضر أميركيا أظن أن الضوء الأخضر الأميركي بدأ مع سنة 1970 بدت له مقدمات ساعة واحد ما قامت الثورة الليبية أدرك الأميركان أن حركة القومية العربية لا تزال زي ما بيقولوا living and shaking عايشة ثم إنها تنتفض وبعيد بعد كده حصل الزيارة السرية لموسكو و جاء الاتحاد السوفياتي بقى موجودا في العمق وأكثر من هذا أنه بدأ يبقى في أنواع جديدة من الصواريخ أو من الأسلحة وبدا أنه في وصلنا إلى مرحلة فيها نوع من السلاح يدخل المعركة وهو يمكن أن يغير موازين القوى فيها لأنه ببساطة ليس هناك دفاع في ذلك الوقت كاف عنه لما بدأ الليبيون يشترون طيارات الميراج أضيفت قدرة قتالية بقى في مشكلة كبيرة جدا لما تحرك حائط الصواريخ وهذه هي النقطة الأكثر أهمية لما تحرك حائط الصواريخ في أثناء أزمة وقف إطلاق النار ثم بدأ أسبوع تساقط الطائرات السريع سلاح الطيران الإسرائيلي بدأ يتآكل بالفعل لأن 25 طيارة فانتوم وسكاي هوك وميراج في حوالي ثلاثة أيام بيسقطوا هذا كان كلام غير قابل للتصديق وأن أهم حاجة فيه بأنه يوحي بأن شيئا ما تغير وقد تغير فعلا. هنا أنا مستعد أقول إنه بشكل أو آخر في ضوء أخضر أميركي صدر أمام إسرائيل وتحركت إسرائيل على نحو ما، هذا إذا كانت فرضية الاغتيال صحيحة وأنا عايز أقول وأنا حتى هذه اللحظة لا أستطيع أن أقطع برأي لأن هذا موضوع كبير جدا ولا يستطيع أي واحد أن يجلس وأن يخمن فيه وأن يضرب بالظنون، إذا لم تكن هناك أدلة واضحة وقاطعة يعني أنا أعلم أن الشكوك أخذت بعض الناس إلى بعيد في شكوك طالت أنور السادات نفسه وأنا أظن وأعتقد هذا كلام غير معقول، غير معقول أن الناس اللي بيحكوا الروايات دي مرات بيقولوها بيتكلموا على مشهد بيستدلوا عليه بمشهد معين أنا كنت واحدا من حضوره هذا المشهد جرى في الهيلتون قبل الوفاة بثلاثة أربعة أيام قبل الوفاة بالعكس بثلاثة أيام بالضبط هذا المشهد أن أثناء مناقشة بين جمال عبد الناصر وياسر عرفات وجمال عبد الناصر احتد أو تضايق جدا ولكن كان بيحاول يكتم مشاعره لكن وصل للحظة بيقول فيها لأبو عمار اسمع نحن لازم نطلع من الأوضة دلوقت وننزل لقاعة الاجتماع فإما ننزل لقاعة الاجتماع ونفض هذا المؤتمر ونشوف كيف تتصرفوا أو نروح ونتكلم جد ونصدر بالتوافق مع كل الناس بما فيهم الملك حسين أما بتاع المبالغة والحاجات دي كلها فكلام غير معقول، وأنور السادات كان موجودا ولاحظ أنور السادات أن جمال عبد الناصر احتد قوي وانفعل قوي لكن بيكتم فقال له قدامي يا ريس أنت محتاج فنجان قهوة أنا حأعمله لك بنفسي، دخل وطلع محمد داوود من الكتشنات محمد داوود هذا المرافق الخاص لجمال عبد الناصر القائم على خدمته وهو رجل نوبي محترم طلع محمد داوود ودخل أنور السادات في الكتشنات في المطبخ الصغير في هذا الجناح انا الجناح ده أعرفه كويس لأني نزلت مرات كثير جدا من قبل، بعدها ما دخلتهوش على أي حال، لكن دخل أنور السادات لجمال عبد الناصر وجابه بنفسه وإدى له فنجان قهوة وجمال عبد الناصر شربه، لكن أنا عايز أقول هذا كلام أن تصور أن في هذه الفترة أنور السادات وضع السم لجمال عبد الناصر هذا كلام يحتاج.. مش ممكن ما حدش يقول الكلام ده بهذه البساطة لأسباب أخلاقية لأسباب مليون سبب لأسباب عاطفية لأسباب عملية لم يكن في مقدور أنور السادات أن يعمل ده وأنا بأعتقد أن هذا لكي يصدق أحد هذا الكلام لا ينبغي أن يكون لك دليل واحد فقط لا بد أن يقوم لك دليل ودليل ودليل لأن هذا موضوع لا يستطيع أن يقطع فيه بهذه البساطة. ولكن في النهاية وسواء كان -وأنا أصل إلى ختام هذا الكلام- سواء كان جمال عبد الناصر ذهب إلى رحاب ربه مسألة طبيعية أمراض أثقال وهموم زادت على كيان إنساني مهما كانت قوته فهو محدود أو كانت يد امتدت بالسم وأنا شايف في حاجات كثير قوي الرجل كاتب بخط يده مش بس حكاية عصفور كاتب بخط يده كلاما سمع في روما وتردد في روما الأستاذ علي أمين أن الموقف في مصر سوف ينتهي كله سنة 1970 وجمال عبد الناصر كاتبه بخط يده لأنه سمعه من حد من إخوانا الليبيين، في تربص وبعض خيوط هذا التربص تصل هذا الرجل ويكتبها بخط يده ثم ما أعرفش إيه إجراءات الأمن اللي كانت موجودة ما أعرفش إيه لأن إخوانا اللي بيستدلوا على أن السم كان في الهيلتون بيقولوا إن هذه الفترة الوحيدة اللي كان فيها خارج دائرة الأمن المتبع في بيته في نظامه في بيته لكن في كل الأحوال في فترة أو في مرحلة من التاريخ المصري نزل عليها ستار في هذه اللحظة، وأنا أظن والأيام بتثبت مع الأسف الشديد أنا فاكر أن الزعيم الفلسطيني أبو إياد وهو رئيس الرصد ونائب عرفات، فاكر مرة بيقول لي جاء لي مرة في مكتبي في ذاك الوقت بيقول لي شوف أبو علي -هو كان دائما بيقول أبو علي- كل المصائب مع الأيام تصغر لكن هذه مصيبة مع الأيام سوف تكبر. وأظن أن ما خشيه أبو إياد أظن أننا نرى حولنا شواهد بعضه. بأستأذن وإلى لقاء بعد أسابيع بإذن الله، تصبحوا على خير.