11- رد الهجوم بأسلوب راقٍ خالٍ من الإساءة:
قد يهجم عليك الطرف الآخر، ويسيء إليك ليجرك إلى الإساءة والخطأ،وهنا يعلمنا سيدنا موسى كيف تردالهجوم بطريقة راقية تتناسب مع مستوى الهجوم، ولا تنجر إلى الأوحال أو الإساءات.
فحينما دعا سيدنا موسى فرعون إلىالإيمان بالله رب العالمين، رد فرعون بهجوم يحمل الشتم والإساءة: (قال إن رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ).وكانت الكفاءة العالية في الرد الراقي القوي المهذب من سيدنا موسى: (قَالَ رَبُّ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَابَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ).
12- الاستعداد لمواجهةالتهديدات والمخاطر:
كثيراً ما يواجه الإعلامي أثناء جهاده بالكلمة الكثيرمن التحديات والمخاطر والتهديدات، فيجب أن يجهز نفسه،ويصمد في ميدانه،ويثبت على طريقه، ويستمر في أداء رسالته، ويوقن أن الرزق والأجل بيد الله وليس بيدالطغاةأو الفراعنة في أي عصر. وهذا فرعون يهدد سيدنا موسى بالسجن: (قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ المَسْجُونِينَ)،فماذا كانت النتيجة؟ من الذي ذهبوهلك، ومن الذي بقي وعز بأمر الله تعالى؟!.
13- محاولة تغييرالاتجاهات:
لا ييأس الإعلامي الناجح من دوره الإصلاحي في تغيير الاتجاهات والميول والأفكار نحو الحق والعدل والخير، وهوذو أمل كبير في استجابةالآخر، ويسعى لتطويعه للخير حتى لو كان في حالة تهديد له، وانظر إلى سيدناموسى في هذا الموقف مع فرعون: (قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ المَسْجُونِينَ * قَالَ أو لَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ).
14- القدرة على توصيل رسالة مبهرة تتناسب مع لغة العصر:
أن تأتي بشيء مؤثر ومبهر وذي دلالة قوية تتناسب مع وضع البيئةالتي تعيش فيها، وكل عصر حسب ظروفه،وقد كان السحر سائداً في عصر سيدناموسى، فكان عنصر الإبهار اللازم أن يأتي بشيء يفوق قدرات السحرة:
(قَالَ أو لَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُلِلنَّاظِرِينَ).
15- أن يوصل فكرته بأقل الكلمات المعبرةوالمؤثرة:
يتضح ذلك من هذا الحوار: (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَارَبُّ العَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنكُنتُم مُّوقِنِينَ *
قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلاَتَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُالأَوَّلِينَ).
16- أن يقدم رسالته بلين ورفق:
الرفق واللين يفتحان مغاليق النفوس، والعرض الجميل للرسالة يدعو إلى الترحيب والقبول،والتذكير الطيب يجعل الشخص يقبل الرسالة، وهكذا كانت رسالة سيدنا موسى عليهالسلام حتى مع الطغاة المجرمين: (اذْهَبَا إلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أو يَخْشَى). (هَلْأَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِالمُقَدَّسِ طُوًى * اذْهَبْ إلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَل لَّكَ إلى أَن تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إلى رَبِّكَ فَتَخْشَى).
17- المنطقية والتدرج وتقديم مفاجآت في الوقتالمناسب:
بدأ سيدنا موسى في عرض رسالته بأسلوب هادئ وحوار منطقي، يوضح لأفكار ويجلي الحقائق، ويرد علىالاتهامات، وحينما لم تأتِ الاستجابةبالحوار العادي يقدم المفاجأة في الوقت المناسب، يقدم الشيء المبهرالجديد،وهو العصا واليد، ولم يحرص على تقديمها قبل ذلك، بل ادخرهالوقتها.